شهد عام 2008 الأزمة المالية العالمية، والتي تعرف بالركود الكبير، الذي بدأ في الولايات المتحدة. 

تسببت الأزمة في انهيار سوق العقارات، وأدت إلى العجز في سداد القروض العقارية الهشة الصنع، وفشل العديد من المؤسسات المالية التي استثمرت بكثافة في هذه القروض. انتشرت الأزمة بسرعة في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في ارتفاع كبير في معدلات البطالة وتراجع حاد في النمو الاقتصادي.

ومن اشهر الاحداث هو اعلان افلاس بنك ليمان برازرز  و هو احد اكبر البنوك الاستثمارية في العالم، وفي اثناء هذه الأزمة، تراجعت قيمة العديد من الأصول، بما في ذلك الأسهم والعقارات وغيرها من الاستثمارات.

 ومع ذلك، كان رد فعل الذهب الذي يُنظر إليه عادة على أنه أصل آمن رد فعل عكس المتوقع:

ففي المراحل الأولى من الأزمة، تراجع سعر الذهب في البداية حيث باع المستثمرون أصولهم لتلبية الهوامش المحتجزة وتغطية الخسائر. ولكن مع تفاقم الأزمة وزيادة قلق المستثمرين بشأن استقرار النظام المالي، ارتفع الطلب على الذهب. وانتقل المستثمرون إلى الذهب كأصل آمن و ظل الارتفاع مستمر على مدار 5 سنوات من نهاية عام 2007 و حتى بدايات عام 2013 و من ثم بدأ الذهب في الاستقرار.

 

كانت الأزمة المالية لعام 2008 وقتًا صعبًا بالنسبة للاقتصاد العالمي، لكنها أظهرت مكانة الذهب كأصل آمن خلال فترات الاضطراب الاقتصادي.

 

استمرت أزمة عام 2008 في التاثير على الاقتصاد العالمي في السنوات التي تلتها، بما في ذلك عام 2010. 

ورغم أن الاقتصاد الأمريكي تعافى رسميًا من الركود في منتصف عام 2009، إلا أن التعافي كان بطيئًا وغير متجانس، بالاضافة الى مستويات عالية من البطالة والنمو الاقتصادي الضعيف.

 

خلال هذه الفترة، استمر الذهب في الأداء بشكل جيد كأصل آمن. وظل المستثمرون حذرين من استقرار النظام المالي، وردت البنوك المركزية حول العالم على الأزمة عن طريق تنفيذ سياسات اعتبرت تضخمية. 

و قد شهدت بداية الاسبوع الحالي ازمة مشابهة قد تؤدي الى تغيير شامل في ما يتبعه البنك الفيدرالي الامريكي من تشديدات على السياسة النقدية. 

و هي اعلان بنك سيليكون فالي المتخصص في الاستثمار في قطاع شركات التكنولوجيا الناشئة افلاسه وهي الأزمة التي تفشت باعلان بنك سيلفر جيت كابيتال افلاسه وهو البنك المتخصص في دعم العملات المشفرة ليخرج خبر اخر اليوم بوضع المنظمون الفيدراليون بنك سيغنيتشر تحت الحراسة القضائية بالاضافة الى انهيار سعر سهم البنك بأكثر من 22% في ساعاتين

البعض يرى ان الاقتصاد الامريكي على حافة ازمة مشابهة لما حدث في عام 2008 ! 

فهل نرى تغيير في سياسات البنك الفيدرالي النقدية كما توقع بنك جولدن مان ساكس. 

و هل ستكون ردة فعل الذهب مشابهة لما حدث في الأزمة المالية العالمية مع الاخذ في الأعتبار التوترات الجيوسياسية ( اوكرانيا/روسيا) الصين/تيوان والكوريتان، وازمة سلاسل الامداد و الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الدول الناشئة و الكوارث الطبيعية التي ضربت تركيا و سوريا!