هل الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في الذهب


يتسأل العديد من المستثمرين في سبائك الذهب متى يكون الوقت مناسب لاعادة الشراء مرة اخرى وتطوير استثماره في الذهب، فمن هذا الاستفسار سوف نلقي نظرة على أداء اسعار الذهب في مصر الفترة الماضية بالاضافة الى اداء السعر العالمي وفقا للبيانات الاقتصادية المحلية والعالمية التي كانت عامل مؤثر في هذه التحركات. وسوف نستعرض ما هي التوقعات للفترة القادمة وفقاً لمختلف المؤسسات المالية و البنوك العالمية.

اخذت اسعار الذهب محلياً اتجاهاً صعودياً عنيفاً خلال الفترة السابقة بفعل قرار تحرير سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في 11 يناير للعام الجاري، حيث تخطى سعر جرام الذهب لعيار 21 مستوى 1900 جنيهاً، وكانت هذه الفترة تعتبر قفة قوية لاسعار الذهب محلياً لم يشهدها السوق المصري من قبل. 

في ذلك الحين ازداد الطلب على سبائك الذهب بشكل ملحوظ نظراً لزيادة الوعي الاستثماري للافراد بغرض التحوط من الاوضاع الاقتصادية المؤثرة على العملة ومن ثم بدأت اسعار الذهب محلياً في الترجع نسبياً مرة اخرى حتى تقلصت الفجوة بين السعر المحلي والعالمي خلال الفترة الجارية، ولذا يعتبر هذا التراجع ما هو الا فرصة جديدة للاستثمار في سبائك الذهب مرة اخرى على اسعار مناسبة للتحوط والاستعداد لما يمكن ان يحدث في العام الجاري. 



:وبناءً عليه دعونا نلقي نظرة على الأوضاع الحالية التي من المحتمل ان تؤثر على اسعار الذهب خلال العام الجاري

 

التوترات الجيوسياية بين روسيا و اوكرانيا التي لم تهدء بعد والحرب التجارية بين امريكا والصين بالاضافة الى التوترات بين ايران و امريكا. 

بالنسبة لاخر التطورات بين روسيا و اوكرانيا قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه سيتم فرض سلسلة من الإجراءات ضد روسيا في ذكرى بدء العملية الشاملة.

وقال كوليبا -في تصريحات إعلامية نقلتها وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية أمس الاثنين 13 فبراير "في الأمم المتحدة وفي كييف وفي العديد من عواصم العالم الأخرى، ستقام أحداث مختلفة من شأنها أن ترسل إشارة واضحة جدا إلى الرئيس بوتين مفادها أنه: إذا كنت تلعب لعبة الاستنزاف وتعتقد أن الوقت يقف في صفك، إذن أنت مخطئ بشدة، لأن الوحدة مع أوكرانيا تنمو كل يوم وستخسر بالتأكيد في هذه الحرب".

وفي هذا السياق قالت السفارة الأميركية في موسكو "ينبغي على المواطنين الأميركيين المقيمين في روسيا أو المسافرين إليها مغادرتها على الفور.. عليكم توخي المزيد من الحذر بسبب احتمال وقوع عمليات اعتقال بدون سند قانوني".

وأضافت السفارة "لا تسافروا إلى روسيا"، وفقا لما ذكرته رويترز.

و من ناحية اخرى تتوطد العلاقات حاليا بين ايران والصين حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر ‫كنعاني إن الصين باتت الشريك التجاري الأول لإيران رغم العقوبات المجحفة المفروضة على طهران مما يثير غضب امريكا واستمرارها في فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على ايران. 

لذا سوف تدفع هذه التوترات الجيوسياسية اسعار الذهب عالميا ومحليا بالرغم من استمرار سياسة الاحتياط الفيدرالي الامريكي المتشددة لكبح جماح التضخم، فمن المنتظر ان يستمر الفيدرالي في رفع اسعار الفائدة خلال الاجتماعين القادمين. 

وقد تسببت هذه السياسة النقدية المتشددة من قبل الفيدرالي الامريكي في وضع عملات الاقتصادات الناشئة تحت ضغط بفعل قوة الدولار الامريكي، وهو الامر الذي دفع البنوك المركزية في أغلب دول العالم ان تخطو خطى الفيدرالي في رفع اسعار الفائدة، فكانت مصرمن احدى الدول التي اتخذت مسار مشابه.

فمن المتوقع ان يستمر الفيدرالي في نفس سياسة التشديد النقدي في الاجتماعين القادمين، اولهم اجتماعه القادم قي 22 مارس 2023. وهو بالتزامن مع  تاريخ استحقاق الشهادات الاستثنائية ذات العائد 18% في مصر، فمن المنتظر ان نرى ماذا سيحدث عند خروج هذه السيولة مرة اخرى للأسواق، فهل سيجدد البنك المركزي المصري طرح هذه الشهادات مرة اخرى ام ستتجه هذه السيولة الى قطاعات اخرى!

فمن هنا: في حال قام البنك المركزي المصري بطرح هذه الشهادات الاستثنائية ذات عائد الـ 18% مرة اخرى، فمن المتوقع بنسبة كبيرة ان تكون تلك الشهادات خاصة بالعملاء الذين سيقومون بالتنازل عن مدخراتهم بالدولار مقابل عائد مغري للجنيه. وسيرتفع سعر الذهب محليا بسبب التغير في سعر صرف الدولار.

ولكن في حال ان لم يتم طرحها مرة اخرى، ستكون هذه السيولة متاحة لاعادة استثمارها خارج القطاع المصرفي مما سيؤدي لتوجه نسبة ليست بالقليل منها لاسواق المعدن النفيس لذا سيرتفع سعر الذهب محليا بسبب موجة الطلب المرتفعة.

وتعتبر كل هذه العوامل هي الداافع لان يكون الوقت الحالي فرصة جيدة للشراء ولكن يبقى الدهب الاستثمار الاكثر اماناً على المدى الطويل ويظهر ذلك من خلال توقعات ساكسو بنك. الذي صرح في توقعاته أن سعر الاونصة عالمياً  سوف يصل إلى مستوى ال-3000 دولار في خلال عام 2023.