تألق الذهب على مدار 2024 بعد الارتفاعات غير المسبوقة والقمم التاريخية خلال العام حيث سيطرت حالة عدم اليقين على الأسواق نتيجة دورة الانتخابات العالمية و موجة تخفيضات الفائدة من البنوك المركزية مع تزايد مشترياتها من الذهب بالإضافة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية ، إذ حقق المعدن الأصفر أفضل أداء له منذ 2010 ليرتفع بنسبة 26% خلال العام الماضي متفوقًا على جميع فئات الأصول الرئيسية، حيث افتتح تداولات يناير عند مستوى 2066 دولار واختتم ديسمبر عند 2605 دولار
اتجهت الأسعار في مسارها الصعودي منذ بداية العام لتسجل أعلى مستوى لها عند 2790 دولار للاونصة بنهاية أكتوبر - بالرغم من تعرضها إلى بعض فترات التصحيح والتي كانت بمثابة فرص جيدة للشراء - ولكن توقف الارتفاع في أوائل نوفمبر عقب إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية و فوز ترامب، لتستقر الأسعار نسبيا حول مستوى 2600 – 2700 دولار; مع تراجع حالة عدم اليقين في الأسواق.
على الصعيد المحلي; ارتفعت أسعار الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية على خلفية تحركات سعر صرف الدولار – والقفزة الأخيرة في مؤشر الدولار عقب فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية - والتوترات الجيوسياسية الإقليمية بجانب الارتفاع القياسي في أسعار الذهب العالمية، إذ بلغ عيار (السبائك) 24 في بداية يناير 3622 جنيه للجرام واختتم العام عند 4283 جنيه، و سجلت مشتريات المصريين من الذهب خلال العام الماضي 24 طن من السبائك والجنيهات، مقابل 30 طن في 2023.
- الصراعات الجيوسياسية متعددة الجهات في الشرق الأوسط وأوكرانيا و تايوان
- الطلب القوي من البنوك المركزية - للعام الثالث على التوالي - بقيادة بولندا والهند وتركيا
- ارتفاع حيازة صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بقيادة أسيا وأمريكا الشمالية في 2024
- ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي الناتجة عن الانتخابات الأمريكية
- الركود الاقتصادي المحتمل في أوروبا مع الاضطرابات السياسية في ألمانيا و فرنسا
- تصاعد وتيرة خفض الفائدة من البنوك المركزية للاقتصادات المتقدمة بداية من الربع الثاني من العام مع الاتجاه الهابط للتضخم العالمي، عزز من حيازة المعدن كاستثمار بديل.
- أزمة تزايد العجز التجاري والدين الأمريكي، مع ارتفاع الواردات على خلفية مخاوف الشركات من التعريفات الجمركية المحتملة و زيادة الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى تنامي مستويات الدين العالمي بمساهمة الولايات المتحدة بنسبة 35% والصين بنسبة 16% من إجمالي الديون العالمية.
لم تخضع تحركات الذهب لمنهجية واضحة بسبب الصدمات الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي والاقتصادي العام الماضي، حتى أن التوقعات السعرية على المدى القريب أصبحت غير واضحة حتى تأتي الإشارات من البنوك المركزية والإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك يشهد العام المقبل محركات أخرى للذهب باستثناء قوة الدولار منها:
- التغيرات السياسية والاتجاهات الاقتصادية والتجارية مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية
- استمرار مشتريات البنوك المركزية للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية
- قرارات الفيدرالي بشأن السياسة النقدية وضبابية توقعات أسعار الفائدة
- تباطؤ النمو الاقتصادي المحتمل في أوروبا وأسيا خاصة مع متابعة جهود الصين لتحفيز اقتصادها
- اقتراح ترامب إلغاء سقف الدين الذي قد ينذر بتحول أزمة الديون إلى كارثة وبناءًا عليه يتوقع فريق أبحاث ذهب مصر; أن تتراوح أسعار الذهب العالمية بين مستويات 2750-2850 دولار خلال النصف الأول من 2025.
في ظل سعي ترامب لتحجيم أسعار الذهب – كما حدث خلال ولايته الأولى - وإنعاش النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة; إلى جانب تهدئة الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط و أوكرانيا بعد مجئ ترامب; مع إبطاء الفيدرالي وتيرة خفض الفائدة وارتفاع العائد على السندات الأمريكية، يستقر الذهب عند مستويات 2650-2720 دولار للأونصة خلال النصف الأول من 2025.
المصادر:
mkspamp
fiscaldata.treasury
tradingeconomics
WGC
Bloomberg
إخــــــــلاء مسئولية: تقدم هذه الوثيقة تحليلاً تم إعداده من قبل قسم الأبحاث والتحليلات الخاص بشركة "ذهب مصر"، استنادًا إلى بيانات مستقاة من جهات عدة ذات مصداقية عالية. بالرغم من ذلك، لا تضمن "ذهب مصر" دقة هذه المعلومات والبيانات حيث إنها ليست المسؤولة عن إعدادها أو جمعها، وعليه لا تتحمل "ذهب مصر" مسؤولية أي أضرار أو خسائر مباشرة أو غير مباشرة قد تنتج عن الاعتماد على المحتوى الوارد بها. وأن استخدام هذا التحليل وأية قرارات تنتج عنه تقع مسؤوليته على عاتق القارئ وحده. كما توصي "ذهب مصر" بأن يستشير القراء مستشارًا ماليًا محترفًا قبل اتخاذ أية قرارات استثمارية